المفاتيح الخمس لاختيار الصديق
إن المرء بطبعه كائن إجتماعي ، يبتغي الأنسة و هو للوحدة كاره ، فلا يمكن تصور حيات لا أنيس فيها ، لدى فالإنسان يسعى لكسب أصدقاء يشاركهم و يشاركونه الهموم و المشاكل و الأفراح و المسرات و كل ما يطبع الحياة البشرية من مشاعر ، لكن الناس ليسوا سواسي ، فمنهم الخير و الشرير ، و منهم المؤمن و المنافق ، و كذا ذو الخلق الحسن و ذميم الخلق ، و الخائن و الأمين الصادق ، لدى فنحن لسنا أحرارا أن نتخد كل امرئ صديقا أو خليلا ، لا ، نحن مجبرين أن ننتقي خيار الناس ، حتى تكون حياتنا سوية ، و حتى لا تضيع أسرارنا بين أياد خائنة غير أمينة ، و حتى ...
لدى اخترت أن أعرض بعض الصفات التي تسهل على المرء اختيار الصديق الفاضل ، و هي جزء و ليست كل ، لأن تجارب الحياة هي التي تعلمنا و توصلنا لمعارف نديرها بها ، و أنا هذا بعض مما علمتني الحياة في حسن اختيار الصديق ،... :
1 *أن يكون مؤمنا :
فالصديق المؤمن لا ينافقك و يمدحك بما هو حاصل فيك و ينصحك فيما هو قبيح فيك ، أما المنافق فيستر على ما
هو حاصل فيك و يُشيع ما هو قبيح فيك ...
2 *أن لا يكون حقودا على من حوله :
فإن كان كذلك فمن الأحسن الإبتعاد عنه ، لأان معاشرته خسارة و تضييع للوقت...
3 *تجنب معاشرة اللئيم :
فإنه مهما كبُر في عينك ...فسيأتي يوم يتمرد عليك و ينسى كرمك الذي أنقدته به يوما من الذل...
4 *عامله بما فيه و أطلعه بقدر ما يطلعك عليه من أسرار :
و لو كان من الأحسن أن تحتفظ بأسرارك لنفسك ، و كن دائما منه على حذر ؛ لا تتق فيه الثقة المطلقة ، فبثقتك الزائدة قد تواجه بغدره لك يوما ما ، و لو أطلعته على أسرارك و خصوصياتك فقد يأتي يوما يقع بينكما سوء تفاهم ؛ و يفشي أسرارك انتقاما...
5 *الصديق عند الضيق :
و هناك تختبره ، فمن لا يقف إلى جانبك و يضحي من أجلك لحضة احتياجك له ؛ فما الجدوى من معاشرته ، فالصديق هو من يقدم الغالي و النفيس لمساعدتك و إسعادك...
إن ما ذكرته سلفا عن حسن اختيار الصديق يعد جزءا و ليس كل ما ينبغي التسلح به قبل خوض غمار صداقة مع البعض ، لدى فهي أنيس و ليست قاعدة شاملة ، و أشير إلى أن كل صداقة و لو ندمنا عليها إلا أنها ليست خسارة لأنها أكسبتنا أحد تجارب الحياة التي بواسطتها نقدر على تمييز بني البشر صالحه من طالحه ، فأرجوا أن يوفقنا المولى جلا جلاله إلى حسن اختيار الصديق و الأنيس الذي نأنس بوجوده بعد الله سبحانه .
معتز العربي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق