الأحد، 23 مارس 2014

الساحرة المستديرة




الساحرة المستديرة

هي الساحرة المستديرة ، تفرحنا و تبكينا ، ما بين الفوز و الخسارة تداعبنا ، هي 450 غرام من الأتموسفيريك تفعل بنا ما تشاء ، و تجعل الآمال منصبة على المستطيل الأخضر المتدحرجة فيه ، و الأعين تلاحقها بينما تنتقل في زواياه و الأرجل تداعبها ، و دقات القلب تعد دقائق المباراة التسعين ، دقائق يمر ما تبقى منها على الفريق الفائز و عشاقه و كأنها سنة بأيامها و لياليها ، بينما الخاسر و أنصاره يرون أنها تكاد تسابق البرق ، الساحرة لمستديرة تلعب بمشاعرنا كيف ما تشاء ، و يبدأ استفزازها لنا بدوي صفارة الحكم معلنة بدأ دخولها المستطيل الأخضر كي تنضر في مصير طرفيها ، و تأخذ قرارها بدوي صفارة الحكم مجددا و أخيرا معلنة نهاية المباراة ، هنا تجازي من داعبها طيلة المباراة ، و تنحاز لهذا و تترك ذاك يجر أذيال الهزيمة ، 450 غرام من الهواء تدخل أرض الملعب و كأنما وطأت خشبة المسرح ، و الجماهير جاءت لتشاهد ما سيؤول إليه نهاية عرضها المسرحي ، و ليس من يعتلي مدرجات الملعب من يعيش سحرها و تصيبه هيستيريا الكرة و هو يتابعها ، و لكن شاشات التلفاز تشهد على الملايين قابعين في البيوت و المقاهي ؛ و أعينهم منصبة على أحداث المبارات ؛ مع مشاعر يتخالج فيها الشوق و العصبية و الترقب ، لنأخذ كأس العالم مثلا ؛ فعشرات الآلاف القابعة وسط الملعب  تقابلها أعداد لا حصر لها خارج الأصوار ، فطيلة دقائق المباراة التسعين تجد الشوارع و كأن الأشباح مرت منها ؛ فناذرا ما نجد حركة هنا أو هناك ، و ما أن تنتهي الدقيقة التسعين حتى تعود الحركة للشوارع و يعود كل ذي نشاط لنشاطه ، فإذا ما كان النصر حليفهم فقد غنموا فرحة يعجز اللسان عن ترجمتها ، و تجد النصر حديث العامة وسط الشوارع ؛ و داخل الأزقة و البيوت لعدة أيام ، أما الخسارة فتجعل أنصار الخاسر يبدون مشاعر السخط و الغضب و العتاب على من داعب الكرة داخل المستطيل الأخضر . فعجبا لسحرك يا مستديرة !! .

                                                 
معتز العربي

ليست هناك تعليقات: