السبت، 30 نوفمبر 2013

رواسب الماضي تجعلك وحيدا (مع الأصدقاء تحديدا)


رواسب الماضي تجعلك وحيدا(مع الأصدقاء تحديدا)





إننا نخطئ حينما نستسلم لرواسب الماضي الأليمة ؛ التي نسترجع ذكرياتها كلما مررنا بمن كان سببا في زرعها في قلوبنا ، و أحببت التركيز هنا على العلاقة بالأصدقاء ، فليس منا أحد متكامل لاعيب فيه ، و بالتالي فلنتحمل بعضنا البعض على ما نحن عليه ، لأنه إذا ما قطعنا علاقتنا بكل شخص قد دخل حياتنا ذات مرة ؛ لأنه أساء الظن بنا ، أو قال فينا أشياء لاتليق بنا أو كرهنا أن تقال في حقنا ، أو وثقنا به و لم يكن أهلا لتلك الثقة و أفشى أسرارنا ... و ما شابه ذلك ، و لأشياء كهاته تكون سببا يضطرنا لقطع العلاقة مع الغير تماما ؛ فنحن على خطأ ، لأن ما فات لن يعود ، و المخطئ في حقك و لو ندم لكنه لن يستطيع إعادة الزمن للوراء كي يصلح ما أفسده ، فما يُعاب في المرأ هو أن يتمادى في الأدى ، و إن كان كذلك فحري أن تضعه على الهامش ، و تجعل لقاءك معه هو محل الصدفة ، و حتى لو كان اللقاء بالصدفة ؛ فألقي عليه التحية بابتسامة و خلفه وراءك ، أو تحدث معه بحديث خفيف سريع في لحظات واتركه بعد ذلك ؛ فوقتك أثمن من أتضيعه معه ، و بهذا تكون قد أبعدته عنك دون أن تجعل منه عدوا لك ، و من تم فأنت الرابح في هاته الحالة ، أما الذي أخطأ في حقك مرة واحدة فلا بأس من قبول اعتذاره ، و محاولة طي صفحة السوء الذي لحقك منه ، لأن الشيطان يدخل على الخط ليوقض ما طرأ بينكما من رواسب الماضي ؛ ليحاول إيقاف صداقة بينك و بين الأخر ؛ لذا لا تكترت ، و عامله بالذي هو أهل له ، بمعنى أن لا تضع فيه الثقة الكاملة و كن منه على حذر ، أما أن نتذكر خطأ قد إقترفه في حقنا ، و نقطع بذلك علاقتنا معه و مع غيره ممن كنا و إياهم أصدقاء ؛ لكنهم أيضا كان لنا معهم ماض أليم ، فإننا بذلك سنحتم على أنفسنا العيش في وحدة و عزلة ، لأن كل بني آدم خطاء و بالتالي فإننا لو إعتمدنا معيار إقصاء المخطئ في حقنا ؛ فحتما سنهدم مستقبلنا ، فحتى الأصدقاء المرتقبون مستقبلا ليسوا بمعصومين من الخطأ ، و بالتالي فلنغير أفكارنا الخاطئة ؛ حتى لا نضعهم في نفس الخانة ، و لنقل مع أنفسنا أننا أيضا من الممكن أن نكون قد أخطأنا يوما في حق أحد أصدقائنا ، لكنه تعامل بحكمة ولم يقصنا من حياته من الخطأ الأول ؛ بل منحنا فرصة أخرى ، فلما نفعل نحن ذلك بالأخرين !!!!؟ .
 من الأكيد أن رواسب الماضي الأليمة نتألم من ذكرياتها أحيانا ، لكن لا يجب أن نغتاظ على من تذكرنا أنه كان وراءها ، بل من الأفضل أن تكون رواسب الماضي هاته هي فقط للإستأناس و أخد العبرة في الحياة ؛ حتى نعرف كيف نتعامل مع الآخرين ، و من هنا فشعبيتنا لن تتقلص و الوحدة و العزلة سنكون بمنأ عنها .
فالحياة أجمل مع الأصدقاء الذين نحبهم ، و نشعر بأنهم يحبوننا كذلك حتى لولم يُفصحوا لنا  بذلك ، فنرجوا من الله أن يجعلنا محبوبين بين الناس .
اللهم لا تذرني وحيدا و أنت أرحم الراحمين .

                                                         
معتز العربي

ليست هناك تعليقات: