السبت، 30 نوفمبر 2013

خواطر : شفة الحبيب


شفة الحبيب






و شفة الحبيب إذا ما يوما حررت أريج كلماتها
تمر بمسمعي لتسكن شرارة علتي
 إذا ما اندلعت شوقا لأحاديثها
و ما علتي إلا عشق قد أعياني
فعجبا !!!
كيف يعجز مسمعي عن تمييز صالح الكلام من طالحه في حضرتها
فمن لوعة عشقي
قد أقسم فؤادي أن يضع طلاء الجمال
على ما تفرزه شفتيك من كلام و لو قبُح
فطالحه يرتد عبير الربيع إذا ما فاح بجماله
و صالحه هو ذاك الخيال الفاتن إذا ما ارتد حقيقة
فبالله لا تسأليني عن جمال النساء
فما خبرت في جمالهن غير جمالك
لأني اختصرت فيك نساء العصر جميعا


                                                    
 معتز العربي

هواجس : عيون ساحرة




عيون ساحرة

في عالم النساء هناك عيون ساحرة تجل منك شاعرا
و عيون تجعل من الشاعر مجنونا تائها بين المعاني ترى أيها الأجود و الأنسب للمقام ، و حتى ولو وجد يخال نفسه مقصرا .
عيون تسقط في حب صاحبها لو ارتدت رموشها
و إذا ما لاح الثغر ببسمة فإنك من العشق مملوك
و إذا ما دخلت درب العشق فإنك تائه لا محالا
في عالم من توعد زائره بالعذاب
و أكاد أرى جسمك الهزيل مد خرجت من درب الهوى فهو منهوك
فما ولج أحد عالم الحب إلا ومصير واحد ينتظره و لو تعددت المداخيل
عيون كأنها مرايا براقة قد عكست الأنوثة ، عيون إذا ما تفرست فيها فقد وضعت نفسك على حافة تشرف على درك الحب ، و إذا ما ارتدت رموشها ففيه منهار ، روموش تتلألأ لتحاكي جمال صاحبها ، و ما جمال عيون بعض النساء إلا لأنوثتها ، و إلا فما جمالها بمقبول .

                                          
معتز العربي

خواطر : دقيقة صمت



دقيقة صمت

دقيقة صمت على تلك الأطلال
علني أشيع ذكرى صاحبها
و أحمله على نعش النسيان إلى مقبرة الذاكرة
تراها سنين الحب تنسيها دقيقة صمت !؟
قد أُميت الذكرى في ذاكرتي
إلا أن لي قلب سيحييها
كلما مررت قربك يأطلال
فما استدارة وجهي عنك تجدي
لأن لي فؤاد قد تمرد
و أبى إلا أن ينجدب لذكراك
فما عادت دقيقة الصمت تنسيك
ترى من غيرها ينسيك ؟!
 
                                    معتز العربي

رواسب الماضي تجعلك وحيدا (مع الأصدقاء تحديدا)


رواسب الماضي تجعلك وحيدا(مع الأصدقاء تحديدا)





إننا نخطئ حينما نستسلم لرواسب الماضي الأليمة ؛ التي نسترجع ذكرياتها كلما مررنا بمن كان سببا في زرعها في قلوبنا ، و أحببت التركيز هنا على العلاقة بالأصدقاء ، فليس منا أحد متكامل لاعيب فيه ، و بالتالي فلنتحمل بعضنا البعض على ما نحن عليه ، لأنه إذا ما قطعنا علاقتنا بكل شخص قد دخل حياتنا ذات مرة ؛ لأنه أساء الظن بنا ، أو قال فينا أشياء لاتليق بنا أو كرهنا أن تقال في حقنا ، أو وثقنا به و لم يكن أهلا لتلك الثقة و أفشى أسرارنا ... و ما شابه ذلك ، و لأشياء كهاته تكون سببا يضطرنا لقطع العلاقة مع الغير تماما ؛ فنحن على خطأ ، لأن ما فات لن يعود ، و المخطئ في حقك و لو ندم لكنه لن يستطيع إعادة الزمن للوراء كي يصلح ما أفسده ، فما يُعاب في المرأ هو أن يتمادى في الأدى ، و إن كان كذلك فحري أن تضعه على الهامش ، و تجعل لقاءك معه هو محل الصدفة ، و حتى لو كان اللقاء بالصدفة ؛ فألقي عليه التحية بابتسامة و خلفه وراءك ، أو تحدث معه بحديث خفيف سريع في لحظات واتركه بعد ذلك ؛ فوقتك أثمن من أتضيعه معه ، و بهذا تكون قد أبعدته عنك دون أن تجعل منه عدوا لك ، و من تم فأنت الرابح في هاته الحالة ، أما الذي أخطأ في حقك مرة واحدة فلا بأس من قبول اعتذاره ، و محاولة طي صفحة السوء الذي لحقك منه ، لأن الشيطان يدخل على الخط ليوقض ما طرأ بينكما من رواسب الماضي ؛ ليحاول إيقاف صداقة بينك و بين الأخر ؛ لذا لا تكترت ، و عامله بالذي هو أهل له ، بمعنى أن لا تضع فيه الثقة الكاملة و كن منه على حذر ، أما أن نتذكر خطأ قد إقترفه في حقنا ، و نقطع بذلك علاقتنا معه و مع غيره ممن كنا و إياهم أصدقاء ؛ لكنهم أيضا كان لنا معهم ماض أليم ، فإننا بذلك سنحتم على أنفسنا العيش في وحدة و عزلة ، لأن كل بني آدم خطاء و بالتالي فإننا لو إعتمدنا معيار إقصاء المخطئ في حقنا ؛ فحتما سنهدم مستقبلنا ، فحتى الأصدقاء المرتقبون مستقبلا ليسوا بمعصومين من الخطأ ، و بالتالي فلنغير أفكارنا الخاطئة ؛ حتى لا نضعهم في نفس الخانة ، و لنقل مع أنفسنا أننا أيضا من الممكن أن نكون قد أخطأنا يوما في حق أحد أصدقائنا ، لكنه تعامل بحكمة ولم يقصنا من حياته من الخطأ الأول ؛ بل منحنا فرصة أخرى ، فلما نفعل نحن ذلك بالأخرين !!!!؟ .
 من الأكيد أن رواسب الماضي الأليمة نتألم من ذكرياتها أحيانا ، لكن لا يجب أن نغتاظ على من تذكرنا أنه كان وراءها ، بل من الأفضل أن تكون رواسب الماضي هاته هي فقط للإستأناس و أخد العبرة في الحياة ؛ حتى نعرف كيف نتعامل مع الآخرين ، و من هنا فشعبيتنا لن تتقلص و الوحدة و العزلة سنكون بمنأ عنها .
فالحياة أجمل مع الأصدقاء الذين نحبهم ، و نشعر بأنهم يحبوننا كذلك حتى لولم يُفصحوا لنا  بذلك ، فنرجوا من الله أن يجعلنا محبوبين بين الناس .
اللهم لا تذرني وحيدا و أنت أرحم الراحمين .

                                                         
معتز العربي

ما السر وراء كيان الكذب ؟!


 ما السر وراء كيان الكذب ؟!





بما أن الإنسان ذو طابع براغماتي ؛ فإنه يحاول الوصول لأاشياء يبتغي منها منفعة ، أو تجنب أشياء قد تسبب له هلاكا ، لكن يجد نفسه ليس على الحالة التي يرتجي الوصول إليها ، و بالتالي يضطر للكذب كي يجسد خيالا لم يكن ببالغه على أرض الواقع .
فالمرء يسعى لإبهار الغير ؛ و أن يتلقى الإعتراف له بالسيادة و البطولية ، لكن عندما لا يجد أنه قام بأشياء قد يعيد سرد تفاصيلها للغير بُغية إبهاره ؛ فإنه في هذه الحالة يشغِّل خياله ، و ينسج به صورة ذات طابع جدي و قابل للتصديق ؛ حتى يتقبلها الغير و يحسسه أنه قام بإنجاز ما يستحق الثناء ، و أحيانا يمكن للمرء أن يخطئ في سرد أكذوبة قابلة للتصديق ، مما قد يضطره للتلفظ بفلتات لسان سواء شعر بها ؛ أو لم يشعر ، لكن الغير يحس بأن ما يسمعه لا يعدوا كونه كذبا ، سواء جهر بذلك للمتكلم أم أسرها في نفسه .
 و بما أن الكذب يكون لمحاولة التأثير في الغير حتى نشعره بأننا قمنا بإنجاز بطولي ما ؛ فهو كذلك كما أسلفنا يكون لتجنب كل ما قد يؤذي بالمرأ إلى الخطر و الأذى و كل المساوئ عموما ، و ذلك من خلال دراسة المرأ للإجابة داخليا قبل الجهر بها لآذان المتلقي ، كالمجرم الواقع بين يدي المحقق ؛ فهو يسعى لتفادي العقوبة ؛ و إثبات البراءة ؛ عن طريق تلقي سؤال الغير ، و تمريره في مركز الشعور قصد القيام بعملية يشرف عليها العقل ؛ الذي بدوره سيحدد نوع الإجابة التي ستحول دون وقوعه في فخ الأذى ؛ الذي قد يلحقه به الغير .
 و هذا اختصارا بعض ما توصلت إليه عن دواعي قيام البعض بالكذب .
 فأرجوا من الله تعالى أن يجيرني و إياكم من الكذب ، و أن يجعلنا ممن يصدقون و يتحرون الصدق حتى نكتب عنده من الصديقين ؛
آمين .

                                                          
معتز العربي

خواطر : عندما التقينا

عندما التقينا



عندما التقينا
حسبت الحب وهما و القائل به مدع
حتى صار فؤاد منك مولع
و أخلد للورق مبدع
و أضحى شعري بين الأوراق دائع
و قلمي الأزرق بين السطور دامع
كيف و قد صرت في درب الحب ضائع
أناشد المحبوب عله يلين و يخضع

عندما التقينا
توهجت المشاعر و جفت المعاني
و مكمن الاسرار مني قد اشتكى
فقد غابت الكلمات
و عجز اللسان عن وصف حاله
فما عاد ناطق باسمه يخبر

عندما التقينا
أسكنت صورتك في ذاكرتي
و أضحت ترتسم على مخيلتي كلما اشتد شوقي للقياكي
فما بال عيني لا تنام
حتى تكوني سيدة أحلامي أو لا أحلام
و كأني بحبك دخلت في ظلمة
سراج نورها رؤيتك

عندما التقينا
أخالك في ناظري أسمى مما قاله فيك اللئام
حين تنطق ألسنتهم منقبة عن كل عيب
فإني مبصر للمحاسن في حضرتها
و كل عيب عيني لاتراه
فأنت يامعذبتي
جميلة حينما تبتسمين
و أجمل و أنت تبكين
أحبك كيفما كنت
باسمة الثغر أم تبكي
ماخاب جمال وجهك
و شعري كله أنتي
و صوتك أريج عذب إذا ما فاح يُشفيني
حسبت الذي بيننا لهو فإذا به عشق يعييني
جمالك فاتن حتى إذا ما رأيته يشفيني

عندما التقينا
لطالما سألت نفسي
كيف أثقفى أثرك كلما غبتي
و أتتبع خطاك أينما ارتحلتي
لا لشيء سوى لأني أحبك
و أرتجي أن لا تغيبي عن ناظري
فما جرني خلفك سوى فؤادي الذي بين قبضتيك
كتبت لك بقلم مكسور الخاطر
بصيص من نكهة عذابي فداءا لحبك
فأملي أن يكون الظفر بك هو ثمرة هذا العذاب .

                                                   معتز العربي