ثنائية اللفظ و المعنى في الشعر العربي
أليس غريبا أن يفضل الشاعر بعض أشعاره على بعض !؟ إن الأمر معناه تفضيل المشاعر على بضها ، أو ليست قصائد الشاعر مصدرها واحد ؛ و هو ذاك الفؤاد الذي تأثر بأحداث ؛ و مواقف ؛ و أشياء حتى أخرج قصائده للوجود على تلك الشاكلة التي بدت عليها ؟! ، فقصائد الشاعر كأبنائه التي واجب أن يُحرج إذا ما سُئل عن أيها الأفضل ؛ و الأجمل ؛ و الأروع من الأخرى .
إن الإختلاف بين مستويات جمال قصائد الشاعر ؛ نلمسه من خلل الألفاظ التي استعملها كي يعبر عن هاته القصيدة أو تلك ؛ و ليس الإختلاف في مستويات جمال القصائد رهين بمعاني القصيدة ؛ لأن فؤاد الشاعر هو مورد العاطشين لسماع الشعر ؛ و شدة جمال المضمون ؛ و جودة الألفاظ هو ما يروي به السامع عطش هواه للشعر ، و استحسان القصيدة رهين بحسن انتقاء الشاعر للألفاظ الجميلة ؛ و المطربة و التي لا يمل السامع من استماعها و استحضارها كلما مالت مشاعره لتذوق الشعر ، و العكس بالعكس فالألفاظ الرديئة تعكر صفو المضمون و المعنى ؛ اللذان ينبعان من منبع واحد ؛ و هو قلب الشاعر الذي ينتج هذا الشعر و ذاك .
و بالتالي فإن الشاعر الذي تصبح قصائده هوس عشاق الشعر ، و تصبح أبياته الشعرية تتردد على الألسنة ، هو الشاعر الذي يراعي اختيار الألفاظ المناسبة لمضمون قصيدته ، و ينتقي من الألفاظ أجودها و أخفها على اللسان ، و من هنا فالشاعر الصادق لا يمكنه تفضيل قصيدة له عن أخرى ؛ لأننا كما أسلفنا القصائد منبعها واحد و هي المشاعر الصادقة ، لكن بإمكانه هو ؛ و بإمكاننا نحن أيضا أن نجري مقارنة لقصائده من حيث الألفاظ و نفضل هذه القصيدة عن تلك ، فالألفاظ هي الفَيْصَل لتفضيل قصيدة عن أخرى و ليست المعاني ، لكونه مثلا في هذه القصيدة إستطاع أن يجد لها ألفاظا ممتازة تستطيع التعبير عن معانيها ، و في القصيدة الأخرى لم ترقى الألفاظ التي وظفها إلى المستوى الذي يضفي على قصيدته جمالية أكثر .
معتز العربي
أليس غريبا أن يفضل الشاعر بعض أشعاره على بعض !؟ إن الأمر معناه تفضيل المشاعر على بضها ، أو ليست قصائد الشاعر مصدرها واحد ؛ و هو ذاك الفؤاد الذي تأثر بأحداث ؛ و مواقف ؛ و أشياء حتى أخرج قصائده للوجود على تلك الشاكلة التي بدت عليها ؟! ، فقصائد الشاعر كأبنائه التي واجب أن يُحرج إذا ما سُئل عن أيها الأفضل ؛ و الأجمل ؛ و الأروع من الأخرى .
إن الإختلاف بين مستويات جمال قصائد الشاعر ؛ نلمسه من خلل الألفاظ التي استعملها كي يعبر عن هاته القصيدة أو تلك ؛ و ليس الإختلاف في مستويات جمال القصائد رهين بمعاني القصيدة ؛ لأن فؤاد الشاعر هو مورد العاطشين لسماع الشعر ؛ و شدة جمال المضمون ؛ و جودة الألفاظ هو ما يروي به السامع عطش هواه للشعر ، و استحسان القصيدة رهين بحسن انتقاء الشاعر للألفاظ الجميلة ؛ و المطربة و التي لا يمل السامع من استماعها و استحضارها كلما مالت مشاعره لتذوق الشعر ، و العكس بالعكس فالألفاظ الرديئة تعكر صفو المضمون و المعنى ؛ اللذان ينبعان من منبع واحد ؛ و هو قلب الشاعر الذي ينتج هذا الشعر و ذاك .
و بالتالي فإن الشاعر الذي تصبح قصائده هوس عشاق الشعر ، و تصبح أبياته الشعرية تتردد على الألسنة ، هو الشاعر الذي يراعي اختيار الألفاظ المناسبة لمضمون قصيدته ، و ينتقي من الألفاظ أجودها و أخفها على اللسان ، و من هنا فالشاعر الصادق لا يمكنه تفضيل قصيدة له عن أخرى ؛ لأننا كما أسلفنا القصائد منبعها واحد و هي المشاعر الصادقة ، لكن بإمكانه هو ؛ و بإمكاننا نحن أيضا أن نجري مقارنة لقصائده من حيث الألفاظ و نفضل هذه القصيدة عن تلك ، فالألفاظ هي الفَيْصَل لتفضيل قصيدة عن أخرى و ليست المعاني ، لكونه مثلا في هذه القصيدة إستطاع أن يجد لها ألفاظا ممتازة تستطيع التعبير عن معانيها ، و في القصيدة الأخرى لم ترقى الألفاظ التي وظفها إلى المستوى الذي يضفي على قصيدته جمالية أكثر .
معتز العربي