أحدث موقف فلسفي حول معرفة الغير :
معرفة الغير
|
لقد
طرحت مسألة معرفة الغير مجموعة من المواقف الفلسفية المتعارضة فيما بينها ، إذ نجد
أن بعض الفلاسفة يرون أن من الممكن معرفة الغير و ذلك بالإعتماد على طريقة
الإستدلال بالمماثلة ، و التي تقوم على قياس سلوكات الغير على سلوكات الأنا ، و
حسب رأي هؤلاء الفلاسفة فإن ردود أفعال الغير الخارجية هي امتداد لمشاعره
الداخلية...
و للرد على ماسلف ذكره ، فإن من يُقر بإمكانية معرفة الغير فهو واهم تماما ، فالكائن الإنساني كائن يتميز بالعقل و هذا العقل هو ما يحُول دون معرفة الغير ، فالعقل هو الجوهر المحرك لسلوكات الغير ، إذ لا يمكن للأنا أن يطلع على المعطيات التي يتعامل معها العقل لكونها داخلية و مجردة ، و كل ما يستطيع الأنا أن يصل إليه هي ردود أفعاله الخارجية و التي لا تعبر دائما عن مشاعره الداخلية ، فلو أخذنا مثلا الإبتسامة و هي رد فعل خارجي و التي يرى البعض أنها تعبر عن شعور داخلي بالنسبة للغير يتمثل في الفرح ، لكن أفكلما ابتسم شخص ذلت إبتسامته على فرحه ؟؟!!.
قد يضطر الغير أن يبتسم ليس فرحا و إنما فقط لإرضاء الأنا و بالتالي قد يُخفي إنزعاجه داخليا ، و كل ما يضهره من رضى هو منافي لمشاعره ، و إذا انتقلنا إلى مثال آخر و هو البكاء ، فقد يبكي الغير لكن ليس تألما و إنما فرحا ، فدموع الفرح تأتي للتعبير عن ذروة الفرح التي لم يحصل عليها الغير إلا بعد مشقة ، كما أن فعل البكاء قد يكون الغرض منه هو التمثيل على الأنا لتحقيق المنفعة ...
و الشيء الذي يجعل من سلوكات الغير الخارجية قد تكون أحيانا مختلفة عن السلوكات الداخلية هو العقل ، فهذا الإخير هو الذي يعيد تركيب المعطيات الداخلية و إظهارها للأنا ، إما عن طريق تقديم ردود أفعال خارجية صحيحة و يقينية أو أو عن طريق تقديم ردود أفعال و همية و مزيفة و متعارضة تماما مع مايخفيه الغير داخليا بحيث لا يستطيع الغير معرفة سوى ما أراده العقل البشري أن يظهره خارجيا ...
و كل ما ذكرناه هو رهين بالكائن البشري و الذي يعتبر كائنا عاقلا واعيا ، و الذي يتميز بالعقل و الذي ينفرد به عن باقي الكائنات الأخرى ، فكل ما يصدر عن باقي الكائنات يعتبر صحيح يقيني و لا يخدع لأي تزييف ، والسبب راجع إلى كون باقي الكائنات تعمل بمبدأ اللذة و الغريزة ، في مقابل الكائن البشري الذي يُعتبر العقل هو المسؤول عن سلوكاته ...
و بما أن مشاعر الغير الداخلية تعتبر بمتابة حصن منيع و قبة حديدية لا يمكن اختراقها من طرف الغير تحت أي ضرفية كانت ، فإننا نخلص بذلك إلى كون معرفة الغير هي معرفة وهمية و مزيفة ، خاصة إذا ماتم الإعتماد على طريقة الإستدلال بالمماثلة فإننا ندخل وسط دوامة الخطأ .
موقف معتز العربي
و للرد على ماسلف ذكره ، فإن من يُقر بإمكانية معرفة الغير فهو واهم تماما ، فالكائن الإنساني كائن يتميز بالعقل و هذا العقل هو ما يحُول دون معرفة الغير ، فالعقل هو الجوهر المحرك لسلوكات الغير ، إذ لا يمكن للأنا أن يطلع على المعطيات التي يتعامل معها العقل لكونها داخلية و مجردة ، و كل ما يستطيع الأنا أن يصل إليه هي ردود أفعاله الخارجية و التي لا تعبر دائما عن مشاعره الداخلية ، فلو أخذنا مثلا الإبتسامة و هي رد فعل خارجي و التي يرى البعض أنها تعبر عن شعور داخلي بالنسبة للغير يتمثل في الفرح ، لكن أفكلما ابتسم شخص ذلت إبتسامته على فرحه ؟؟!!.
قد يضطر الغير أن يبتسم ليس فرحا و إنما فقط لإرضاء الأنا و بالتالي قد يُخفي إنزعاجه داخليا ، و كل ما يضهره من رضى هو منافي لمشاعره ، و إذا انتقلنا إلى مثال آخر و هو البكاء ، فقد يبكي الغير لكن ليس تألما و إنما فرحا ، فدموع الفرح تأتي للتعبير عن ذروة الفرح التي لم يحصل عليها الغير إلا بعد مشقة ، كما أن فعل البكاء قد يكون الغرض منه هو التمثيل على الأنا لتحقيق المنفعة ...
و الشيء الذي يجعل من سلوكات الغير الخارجية قد تكون أحيانا مختلفة عن السلوكات الداخلية هو العقل ، فهذا الإخير هو الذي يعيد تركيب المعطيات الداخلية و إظهارها للأنا ، إما عن طريق تقديم ردود أفعال خارجية صحيحة و يقينية أو أو عن طريق تقديم ردود أفعال و همية و مزيفة و متعارضة تماما مع مايخفيه الغير داخليا بحيث لا يستطيع الغير معرفة سوى ما أراده العقل البشري أن يظهره خارجيا ...
و كل ما ذكرناه هو رهين بالكائن البشري و الذي يعتبر كائنا عاقلا واعيا ، و الذي يتميز بالعقل و الذي ينفرد به عن باقي الكائنات الأخرى ، فكل ما يصدر عن باقي الكائنات يعتبر صحيح يقيني و لا يخدع لأي تزييف ، والسبب راجع إلى كون باقي الكائنات تعمل بمبدأ اللذة و الغريزة ، في مقابل الكائن البشري الذي يُعتبر العقل هو المسؤول عن سلوكاته ...
و بما أن مشاعر الغير الداخلية تعتبر بمتابة حصن منيع و قبة حديدية لا يمكن اختراقها من طرف الغير تحت أي ضرفية كانت ، فإننا نخلص بذلك إلى كون معرفة الغير هي معرفة وهمية و مزيفة ، خاصة إذا ماتم الإعتماد على طريقة الإستدلال بالمماثلة فإننا ندخل وسط دوامة الخطأ .
موقف معتز العربي